إياكم و كثرة الحلف

موضوعنا هذا هو عن الحلفان ( القسم )

و قد رأيت ظاهرة منتشرة هذه الأيام ، ألا و هي كثرة الحلف

و ينقسم الموضوع لشقين :

الإكثار في القسم سيء ، سواء كان كاذبا أو حتى صادقا ، و الدليل قوله صلى الله عليه و سلم :
(( لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ))
أي لا تحلفوا بالله على أمور دنيوية بسيطة ، فلا يجب الحلف إلا في الضرورة
القصوى مثل :

أن يتهمه أحد بشيء لم يفعله

أن يكون شهد على مقتل شخص ما

أما أن يحلف لأسباب بسيطة و طول الوقت كأن يحلف : هذه البضاعة ممتازة و
الله ، و الله ممتازة

و إدخال و الله في كل شيء مكروه فيجب الإبتعاد عن القسم قدر الإمكان

و هذا أمر حرام و خطير جدا ، فمن حلف بالله كذبا ، فإنه يكذب عليه ، و
الدليل قوله تعالى :

(( و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين
ثم لقطعنا منه الوتين ))

و المقصود هو الرسول صلى الله عليه و سلم -
حاشاه الله عن ذلك - ، فقد قال الله أنه لو كذب الرسول عليه لقطع منه
الوتين - شريان رئيسي متصل بالقلب حين يقطع يموت الشخص - فما بالكم بنا نحن
من لا نساوي ظفر قدمه ، سيكون عقاب الله شديدا ، فالكذب على الرسول يهوي
بصاحبه في جهنم ، فما بالكم بالله جل جلاله
يظن البعض أنه مزاح ، و لهذا عدة أمثلة :

1 - حين كنت بالصف الأول الإبتدائي ، كنت جالسا في مكاني ، فإذا بي أسمع
ولدا يصرخ :
إنه الوكيل ، قسما بالله إنه الوكيل ، فذعر الكل و عادوا لمقاعدهم إلا هو ،
عندها ضحك و قال أنه يمزح

2 - كنت أمشي في الشارع ، و فجأة سقط مني ريال ، فالتفت بسرعة ، فإذا به
ولد يأخذه ، فقلت له أن يعيد لي الريال ، فأقسم بأنه رياله


فإياكم عباد الله و هذا الحلف الفاسق ، إنه مضل فاسق
فكلمة واحدة قد تهوي بصاحبها في النار 40 خريفا
أي 40 عاما
و يوم عند الله كألف سنة مما تعدون
فما بالكم بـ 40 عاما


























بارك
الله لي و لكم في القرآن الكريم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و
الذكر الحكيم

أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم

و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة

فاستغفروه فإنه سبحانه هو

الغفور الرحيم